في الآونة الأخيرة، كنت أفكر كثيرا حول
معنى الحياة، و طبيعتها الفانية. بملاحظة كيف نفعل ما نفعله، الصراعات التي
نمر عليها، الدراما، الألم و المعاناة! و أتسائل ما هو الهدف من الحياة
عندما تؤول إلى نهاية؟ أعني عندما أنظر من حولي، أرى الكثير من الصراع في
حياتي الخاصة و في حياة الآخرين. على الرغم من وفرة الطيبة في حياتنا، إلا
أن الأمر الغالب هو الصراع من أجل الاستقرار، السلام و السعادة…
و أنا أتسائل بصمت في أفكاري، ما معنى
هاذا كله؟ ما هو الغرض من الحياة؟ أنا أتسابق و أطارد من أجل المال و
المزيد من النجاح، لأكون جذابا و أكثر سعادة يوما ما في المستقبل. لكن، هل
سيأتي هاذا اليوم؟ أنا و أنت كلانا نعرف قانون اللعبة: الرغبة في المزيد لا
تنتهي أبدا. و يبدو أن السعادة دائما تبقى خارج نطاق المنال.
نحن نخطو الحياة كما لو أننا سنعيشها
للأبد، نتعامل مع الوقت كسلعة رخيصة و نبذره بصورة عمياء. نتعثر في الوظائف
و العلاقات التي لا تروق لنا، نشتت أفكارنا بضجيج الإعلام و آراء الآخرين،
نتنافس على الجمال و نلهي أنفسنا في المنتجات الفاخرة رغم أنها أوهام
يزرعها المسوقون.
غير قادرين على العفو، نتمسك بالألم و
نلوم الناس، الأشياء و الظروف التي جلبت لنا التعاسة. نحن نطوق أنفسنا
بالتوتر، القلق و الإكتئاب… نتخلى عن أحلامنا، فننا و هدفنا. نتاجر بحياتنا
مقابل المال من أجل لقمة العيش، في حين كسب المال أمر لا مفر منه! في
صراع من أجل البقاء نصبح مشلولي الذهن – مثل حمامة تم قص جناحيها، و قريبا
ستنسى أنها قادرة على الطيران.
كل هاذا مرهق جداً! لا يوجد نهاية لجنون
المطاردة من أجل البقاء. و قبل أن نعرف ذلك، تكون ذرات ساعتنا الرملية قد
نفذت و نحن نواجه نهاية وجودنا على هاذا الكوكب.
- ربما الشيء الوحيد الذي يهم هو الحب
- ربما كل هذه المطاردة مجرد طاقة مهدورة
- ربما كل الضغوط النفسية غير ضرورية
- ربما نحن نجعل الحياة معقدة أكثر مما يجب
- ربما و من الممكن (و ضروري) العفو و التخلي عن ماضينا المؤلم.
ربما هناك طريق أسهل للسعادة، عن طريق
التركيز على القيام بالأعمال الجيدة، و المساهمة في الحفاظ على قيم
المجتمع، و تبادل الخبرات بسرور مع الأناس الذين نحبهم، بتأن لتذوق
اللحظات!
إذاً ما معنى الحياة؟ و ما الغرض منها؟ لا
أعتقد أنه من الممكن أن يتواجد جواب واحد مشترك يتناسب مع الجميع، لدى
سأجيب عن نفسي من خلال فهمي النابع عن وضعي الحالي.
أعتقد أن معنى الحياة هو المعنى الذي
نقدمه لها نحن، و حرفيا يمكنك أن تعطيها أي معنى الذي ترى أنه صائب… لوحة
بيضاء أمامك، أنت فنان حياتك، و أنت حر لرسم أي صورة ترضيك، غيرها عدلها في
أي وقت تريد.
ما هو الأمر الصائب؟ ماذا تريد لحياتك أن
تكون عليه؟ أعتقد أن هذف الحياة هو أن تكتشف ما يسعدك، ثم الذهاب للقيام
بالمزيد منه، اجعل الحب في أعلى قائمتك فهو كل ما يهم. الحياة بسيطة لكننا
نصر على تعقيدها، دعنا نجعلها بسيطة مجددا من خلال التركيز على ما يهم.
الهذف من الحياة هو فعل ما يجعلك حيا، عندما تتوقف عن فعله تموت.
الحياة قصيرة.
الحياة غالية.