"مصر التى"د/ حامد طاهر


مصر التى نثرت ضفائرها.. وثارت
فى ميادين الكرامة والصمود
عادت من الإعياء مرهقة..
فأسلمت الخطى.. وتمددت فى ظل منعطف صغير
وتجمع المتكالبون ليقطعوا من ثوبها علماً..
ويفتعلوا تواريخًا لهم معها.. ولا يترددون..
أن يشربوا نخب انتصار الثائرين!
لكنها راحت تحدق فى الوجوه،
فلا ترى من كان فى الميدان مشروخ الجبين
أو مطفأ العينين من سيل الرصاص المنهمر
من هؤلاء إذن؟ وأين الآخرون؟
أين الذين تجمعوا من حولها..
زمن المهانة والأسى..
حتى أزالت سطوة المتجبرين؟
أين الذين استبسلوا قتلا..
وفازوا بالشهادة فى سماء الخالدين؟
أين الذين..
ملأوا الميادين الفسيحة..
واستطاع هتافهم أن يسقط المتكبرين؟
***
نظرت إلى عمق الوجوه..
فلم يكن فيها شريف أو أمين!
نظرت إلى أكتافهم..
كانت كأكتاف الذين استنزفوا بالأمس خيرات الوطن
نظرت إلى قمصانهم..
كانت هى القمصان ناصعة البياض..
وتحتها اسودت قلوب من عفن!
نظرت طويلاً..
ثم غابت فى مصيبتها التى امتدت لآلاف السنين
ما عاد يطفئها البكاء أو الأنين
وتوجهت نحو الجدار.. لكى تدارى دمعة..
سقطت أمام الشامتين!